السبت، 26 يوليو 2008

لحظة انكسار


يرحل القمر ..تخبو النجمات .. تذبل الياسمينات .. ينفض عنك كل الأصدقاء .. تتساقط القلوب حولك تساقط أوراق شجر الخريف تذروها رياح غدر وخيانة .. جريح يلملم شتات نفسه .. أشلاء قلب ينزف .. وباقة ورود ثكلى أزكت دمائك حمرتها .. تقبل عليك ذكريات الألم كقطعان السحاب سابحة في فضاءات عقلك .. أماني كالسراب يجذبها نحو الأعمق موج الزيف الأسود .. أمل يغرب كفجر يتلاشى شيئاً فشيئاً في كؤوس الليل .. عين تغفو ودمع يسهد .. روح تحتضر في قلب ينبض .. جسد يحيا .. الكل يشهد بحياتك .. أنت فقط الشاهد على موتك ..
و أنت ..
تبقى أنت ..
أول من يسطر شهادة وفاته ..
إنها لحظة انكسار
فاتــــن محمـــود

الخميس، 17 يوليو 2008

رسالة من العالم الآخر







أنا شخص انتهت حياته

يراسلكم من العالم الآخر

وحيد بلا أنيس

إلا من صحيفة أعمال يندى لها الجبين

لأنها ملوثة بكلمات خطتها يدي

يوم كنت حيا ً أرزق

أتقلب بين المنتديات

أُهين هذا

وأسخر من هذا

أجادل جدلاً عقيماً لا طائل من ورائه

اُظهر عكس ما أُضمر

والأدهى والأمرتوقيع فاضح يذيل مشاركاتي

يأكل ما في صحيفتي من حسنات

ويزيدها سيئات

كلما مرّ به إنسان

مت أنا ولم تمت كلماتي

فهي لازالت تُقرأ

أكلني التراب وتوقيعي باق

لا زال يُرى

يا الله

ندمت حيث لا ينفع الندم

فات الأوان

من يمح كلماتي ؟

من يحذف توقيعي ؟

من يخفف عني عذاباتي ؟

من أين لي برسول يبلغكم رسالاتي ؟

كم أحسدكم لأنكم مازلتم أحياء

بيدكم حرية القرار

باستطاعتكم ألا تضيق عليكم قبوركم

ألا تلعنكم لحودكم

سارعوا من الآن

بطلب حذف كل كلمة تكره رؤيتها في قبرك

استبدل توقيعك بآخر تجني منه الحسنات

كلما وقعت عليه عين إنسان

اجعل توقيعك يسبح بحمد الله

يكبره .. يستغفره ..يستكثر من حمده

يُصلي على خير الأنام

فوالله الذي نفسي بيده

لا قبل لنا بضمة القبر ولا بنار جهنم

أعيذكم بالله ونفسي من شرور أنفسنا

ومن ذنوب تظل تسعى تزيد من سيئاتنا

حتى ونحن موتى

ــــــــــــــــ


إخوتي في الله تخيلت حالنا بعد الممات فكتبت ما كتبت لأذكر نفسي واذكركم بأن العمر قصير ينتهي في لحظة .. فلنسارع إلى التوبة عن ما اقترفنا من آثام قبل أن تبتلع الأرض أجسادنا وتختلط بالتراب عظامنا فنصبح نسياً منسياًنسأل الله العفو والعافية


فاتن محمود

قالوا مات أبي






ماااااااااات أبــــــــى

يا لهف قلبى عليك يا أبى

كنت اظن ان عبارة رحمه الله

لايزال بينى وبينها امد بعيد

ما كنت أعرف انها تختبىء لى خلف أيام معدودات

تتحين فرصة عجزى أمام سطوة المرض

لتخطف قطعة من قلبى

بل تخطف قلبى

كله تنتزعه من أوردته وشرايينه

ليحتل الحزن مجرى الدم منهما

مااااااااااات ابـــــــى

وتركنى كغصن مهترىء فى شجرة لا جذور لها

أتدركون معنى ان تُقتلع جذورك ؟

وان تصبح بلا عمق

بلا ماضى

أن يصبح وجودى كجملة اعتراضية

فى دفاتر الوجود

ممنوعة من الفرح

أى فرح ؟

وكل مساحات الفرح كانت القواعد لقبر أبى

ها هى كلماتك لازالت تتردد داخلى

حينما ربتت يدك الهزيلة ساعدى

أذكر كل كلمة

كل حرف

قلت لى : كونى قوية .. شامخة

ومن أين لى القوة؟

وفراقك أورثنى انكسارا لن تربأ صدعه الأيام ما حييت

فراقك تركنى كالسماء قائمة بلا عمد

سماء لن تعرف لليلها نهارا

سماء بلا قمر

بلا نجم تهتدى به

يلفها السواد إلى يوم موعدى معك

يوم تقوم الساعة

رحمك الله يا من كنت النور لقلبى تضيئه

والآن صارت ذكراك نار تحرقه


فاتن محمود

الليلة أريد أن أبكي


الليلة غريبة أنا عن أشيائي
عن أوراقي
عن قلمي
ومرآتي
تطالعني أخرى بلا ملامح
تدعي أنها أنا
ولكني لست أنا
من أنا ؟؟؟
الليلة أريد ان أحزن
وأوقظ الشجن النائم في أعماقي
أن أثور وأتمرد على ذاتي
بلا رحمة
أن أمزق كل أقنعتي
وأحطم شرنقتي
أن أبكي
حتى ينضب دمعي
أن أراقص الألم فوق حطام جرحي
ليدور بي الحزن ويحلق بعيدا
وعند قمة كبريائي
يتركني لأسقط في هوة سحيقة
تسكت النبض في قلبي
عل عقلي يفيق
كيف تروض قلبك ؟
وتقتص الزائد من دقاته
قبل أن يقتفي أثر المجهول
في زمن يعشق إعادة نفسه
فآثار ما فات
لم تزل ندية باقية على رمال
ما هو آتِ
فاتن محمود


الضوء الشارد






ليس أروع من الضوء تتهافت عليه الفراشات الرقيقة برغم أنها بعد أن تتماهى بين أمواجه ستحترق وتنتهي حياتها .. تراها هل كانت على علم بمصيرها وقبلت أن تدفع حياتها مقابل لحظة .. أم أنها تناست كل شئ وشردت مع بريق الضوء ؟؟


أحببت الضوء حتى أنني ما أستطعت مقاومته كتلك الفراشات وشردت خلفه إينما وُجد يجمعني وإياه خيط أثيري يتخطى بروحي حدود الجسد والعالم المادي الجاف لأصبح كالضوء شاردة في فضاءات لانهائية من الخير والحق والجمال ..