
هو يصل إلى القمة معتلياً أكتاف الآخرين غير آبه بأنين أرواحهم التي تسقط صرعى عند أقدامه ،بريق القمة يسطع أمام ناظريه يحرك قدميه يواصل الصعود فوق الأجساد المتكفنة حلم الحياة ،أخيراً تلامس أنامله السماء ،فرحا يلهو بين النجوم ،يداعب وجه القمر،ينقش بحروف من ماء بطولات زائفة تتبخر تبخر السحاب، يطارد سراب يخاله حقيقة شهيق وزفير ،زفير وشهيق ، غرور ينفث سمه في روحه فينتفخ ويخف وزنه حتى يصير لا وزن له ويعلو أكثر ويرتفع أكثر ولكن في فضاءات مظلمة ،لا قمر ،لا نجمات،ليس سوى الظلام يلفه،ثم ينفجر ليبدأ رحلة السقوط ،لم يدر كم استغرقه من وقت قبل أن يرتطم بتلك الكتل المتراصة تحت جسده ،كل ما يذكره هو رائحة العفن التي زكمت أنفه وجعلته يتحسس مكانه ليدرك أنه عاد إلى حيث كان وأنه يتوسدجثث
ضحاياه،فارغة يده إلا من التراب।
فاتن محمود