الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010



لا تعتذر
ذنبك أكبر من مساحات صفحي
لا تستنطق رضاي
دع صمتي يلف غضبي
ربما تخمد ثورتي
ويصبو إليك حنيني
أغمض عينيك
حتى لا أنكسر أمامها
إذا ما طفق الشوق
يلون أحداقها
لا تمد إليّ يدا
ما كلفت أناملها
مشقة الوداع
بعض الرحيل كالموت
ورحيلك كان أشد
لا تعتذر
أي صفح ذاك الذي تنتظر؟
هل يملك الموتى
أن يصفحوا ؟
فاتن محمود

الاثنين، 11 أكتوبر 2010

أحلام تتكفن الموت



هو يصل إلى القمة معتلياً أكتاف الآخرين غير آبه بأنين أرواحهم التي تسقط صرعى عند أقدامه ،بريق القمة يسطع أمام ناظريه يحرك قدميه يواصل الصعود فوق الأجساد المتكفنة حلم الحياة ،أخيراً تلامس أنامله السماء ،فرحا يلهو بين النجوم ،يداعب وجه القمر،ينقش بحروف من ماء بطولات زائفة تتبخر تبخر السحاب، يطارد سراب يخاله حقيقة شهيق وزفير ،زفير وشهيق ، غرور ينفث سمه في روحه فينتفخ ويخف وزنه حتى يصير لا وزن له ويعلو أكثر ويرتفع أكثر ولكن في فضاءات مظلمة ،لا قمر ،لا نجمات،ليس سوى الظلام يلفه،ثم ينفجر ليبدأ رحلة السقوط ،لم يدر كم استغرقه من وقت قبل أن يرتطم بتلك الكتل المتراصة تحت جسده ،كل ما يذكره هو رائحة العفن التي زكمت أنفه وجعلته يتحسس مكانه ليدرك أنه عاد إلى حيث كان وأنه يتوسدجثث
ضحاياه،فارغة يده إلا من التراب।

فاتن محمود


السبت، 9 أكتوبر 2010

لنفترق



هنا لابد أن نقف ..

أن ننتهي ..

أن أواجه نفسي بأنك لم تكن لي

وأنك لا تستحقني

هنا لابد أن أعترف

أنك كنت خطيئتي

بل ذنب لن تغفره لي نفسي

نادمة أنا

ألوم نفسي لا ألومك

أنا من حطم الحدود

ومد إليك الجسور

أنا من عبر البحور

ليت أمواجها ابتلعتني قبل أن أصل إليك

كم أخطأت

وغفرت

قسوت

وتحملت

كم صبرت

وتماديت

كفاك تمثيل دور العاشق

فمثلك بلا قلب

كانت تلك فرصتك الأخيرة

وأخفقت

ضيعتها وأضعتني

لنفترق

قبل أن يدق الكره أبوابنا

لنفترق

بلا عتاب

بلا وداع

لا تترك شيئا يذكرني بك

ولتذكر انني لملمت شتاتك

وبعثرتني

أسكنتك قلبي

وشردتني

بين متاهات الخوف تركتني

بت معك على حد السيف أسير

فوق حفرة من النار

على جرف هار تستميت أناملي

أستحلف ضميري ألا يغفو

كي لا اسقط

أيا سكني ..

هل تلك الحفرة مسكني؟

أيا رحمتي..

أين عهود المودة

وميثاق ربي؟

لنفترق في هدوء

دون صخب

لنعترف..

أن طريقي ما عاد طريقك

وأن لغتك غير لغتي

لا أستطيع أن أحيا معك على القضبان

نتوازى

نقترب

ولكن أبدا لن نلتقي

فلنتفق

للمرة الأولى

والأخيرة

أننا لابد أن

نفترق…

فاتن محمود

القاهرة 6/8/2010

الجمعة، 8 أكتوبر 2010

الطارق





بعد عشر سنوات عاد يحمله الحنين إليها .. وألف مشهد للقاء يتراقص أمام مخيلته .. كان يبدو كفارس دونكيشوتي يحارب طواحين الهواء في محاولة الاقتراب من مسكنها الذي حفظ الطريق إليه عن ظهر قلب .. تخطو قدمه خطوة .. يخطو قلبه عشرة .. نعم هو نفس الطريق وإن كانت معالم كثيرة تغيرت فيه ..

ها هو أخيراً أمام بابها

سبقه إليه قلبه وطرقه

ها هي قابعة خلف الباب

تسمع الطرقات

تفتح

تتطلع إليه….

يسأل بلهفة: أين هي؟؟؟؟

أجابت ببـرود: من أنت؟؟؟؟

فاتن محمود