الأربعاء، 20 أغسطس 2008

أوصني .. وأوصيك






ها هو رمضان يلوح .. عدة أيام ويقترب .. تعال أخي الكريم .. تعالي أختي الحبيبة .. أوصني وأوصيك في كل يوم وصية إلى أن يصل الضيف العظيم المنتظر ..
الوصية الأولى
أول ما ينبغى علينا فعله :توبة نصوح وندم شديد على ما مضى من الذنوب والأوزار .
أخى المسلم — أختى المسلمة .** هل أحسست يوماً أن الأرض قد ضاقت عليك بما رحبت وضاقت عليك نفسك … وانتابك الهم الحزن والعجز والكسل ، فلم تدر أين المفر ؟؟**
هل ساءت علاقتك بمن حولك من أقاربك وأصحابك وأهلك وجيرانك ؟؟**
هل شعرت بعدم البركة فى حياتك … أو فى مالك أو فى وقتك أو فى تدبير معيشتك ؟؟
** هل لاحظت ما يصيبنا هذه الأيام _ أفراداً وجماعات _ من مصائب وكوارث ، وأمراض لم نسمع عنها من قبل وطواعين إنتشرت فينا رغم التقدم العلمى ، وزلازل وفياضانات ، وكربات وابتلاءات ؟؟
كل هذا هل لاحظته ؟؟
مهلاً ياصاحب الذنب الثقيل _ هذه بعض آثار الذنوب والمعاصى .فالمعاصى ما تزال بصاحبها حتى تضيق صدره ، ويقسو قلبه ، ويعظم همه ، ويزداد حزنه وتتضاعف حيرته ، ويتمنى أن يموت فراراً من عذاب الدنيا وضنكها ، فكيف بعذاب الآخرة ؟؟
انتبه ياصاحب الذنب الثقيل فالمعاصى تزيل النعم وتجلب النقم وتسود الوجه وتظلم القلب وتوهن البدن وتنقص الرزق !
هل آلمتك بكلامى ؟!
لا تبتئس ياصاحب الذنب الثقيل … أبشر فقد تاب قاتل النفس ! وتاب شارب الخمر ! وتاب فاعل كذا وكذا .
أتيأس من رحمة ربك ؟؟
فإن ربك واسع المغفرة .
(* قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ*)[الزمر : 53]
فما بينك وبين أن تتوب إلا أن تترك الذنوب … فعلام تدخل النار ؟؟
ياصاحب الذنب … أبشر وأقبل .
ها هو رمضان يلوح ويقترب ، وأعناق المذنبين تشرئب ، ها هى التوبة معروضة ومواسم الطاعات مشهودة ، فلئن كنت قد أتعبتك المعاصى وأثقلتك الذنوب فاعلم أن لك رباً يريدك أن تتوب .
(* وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً *)[النساء : 110]
وفى الحديث (* ياابن آدم إنك ما دعوتنى ورجوتنى غفرت لك على ما كان منك ولا أبالى *)
فيا أيها العاصى …تُب إلى الله توبة نصوح واندم ندماً شديداً على ما فعلت من المعاصى والذنوب !
كيف عصيته وأنت فوق أرضه التى خلق ؟!وتحت سمائه التى فتق ! تتنفس من هوائه !وتأكل وتشرب من نعمه وآلائه ، وتعصيه بأعضائك التى أعطاها لك وحرمها غيرك!
أُفٌ لك !! هل تستطيع أن تتحمل خيانة من ربيته وأنعمت عليه ؟ وأنت لم تخلقه ؟
يالها من نعمة عليك عظيمة أن أمهلك الله حتى هذه اللحظة لتتوب ولم يختطفك ملك الموت وأنت على عصيانك فتُلقى فى النار !.
اخل بنفسك ! اعترف بذنبك ! ناج ربك ! اعصر قلبك وتألم ! واترك دموعك تسيل على خديك وأنت تذكر غدارتك وهفواتك ، وعصيانك وآثامك التى ارتكبتها فى حق ربك ، الذى لم يزل لك ساتراً ومنعماً ومتفضلا !
طهر قلبك من أوساخ الذنوب ، وأدران المعاصى ، وظلمات الشهوات حتى يكون جديراً بأن يكون محطاً لرحمة ربك .
ساهم معنا في نشر هذه الوصية اليومية حتى نهاية شعبان وبداية رمضان المبارك
تذكر :: الدال على الخير كفاعله
نقلا ً عن رابطة الجرافيك الدعوي
8
8
وإلى لقاء فى الوصية الثانية

الاثنين، 18 أغسطس 2008

سامحتك .. سامحتك .. سامحتك

إلى كل من أخطأ بحقي
أشهد الله أني سامحتك
لم تعرفني ولم أعرفك ..
لكني كنت على ثقة أن بداخلك بصيص من النور وأصول طيبة
أحمد الله أن صدق ظني بك
مهما كان حجم الذنب فإن الله يغفر ..
فكيف لا أغفر أنا
وأنا الضعيفة
الفقيرة إلى مغفرة الله
عفا الله عنك وعنا
تذكر فقط أن لا طاعة لمخلوق في معصية الله
ونصيحة من القلب ابتعد عنهم
ولكن في ابتعادك
لا تنس أن تدعو لهم
لعل الله يجعل هدايتهم على يديك
وتكسب أعظم ثواب
كل عام وأنت إلى الله أقرب
كل عام وأنت نقي النفس طاهر القلب
ثبتك الله وقبل توبتك
فاتن محمود

الأحد، 17 أغسطس 2008

يا هذا هداك الله








يا هذا ..يا من تعرف أنك أنت ..يا من وهبك الله المال فاقتنيت حاسوباً .. وصحة فاستطعت الجلوس إليه .. وعقلاً عرفت به أحدث تقنياته .. ونفساً غافلة سولت لك رمي المحصنات وهتك الأعراض ونشر الصور الملعونة .. نعم أنت تخدش حيائهن ولكنك لن تنال من عزتهن .. فالضرر كل الضرر في النهاية واقع عليك فقد أعلنت عن نفسك الشائهة اعلانا سافراً ..حقاً إن لم تستحِ فافعل ما شئت



يا هذا ..استخفيت من الناس خلف شاشتك الملعونة وما استخفيت من الله .. ألا تعلم بأن الله يرى .. ألا تعلم بأنه سينطق أناملك التي تنسخ وتلصق قاذوراتك وكلماتك الساقطة .. ألا تعلم بأنه قادر على أن يقبض روحك وأنت على معصيتك .. على تلك الحال المزرية .. من الخاسر حينها ؟ليس سواك !!!!!



يا هذا صبراً جميلاً .. فقيام الساعة موعدنا .. وما أدراك لعله قريبا .. يوم يفصل بيننا ملك الملوك فيهديني حسناتك ويرمي عليك ذنوبي جزاءا وفاقا لما اقترفت بحقي وحق غيري من سيئات .. هو يوم تعض أناملك التي أردتك في النار وتقول يا ليتني كنت ترابا .



يا هذا بأي وجه ستلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟هل تخيلت حالك والملائكة تخبره بفعلتك المخجلة إذا أراد أن يسقيك من حوضه الشريف بماذا ستجيبه عما اقترفت ؟ مسكين أنت .. صدقني أشفق عليك فلا غيرك يستحق الشفقة وقد حرّمت على نفسك شفاعته وشربة ماء من يده الطاهرة



يا هذا ما تؤذيني به مصيره سلة المحذوفات سأنساه وتنساه ولكن سيحصيه الله لا تظن أنك وحدك فالملكان عن يمينك وعن يسارك يسجلاه اتق الله وتذكر قدرته عليك أَفق أَفق أَفق فالموت قادم وتلك الحفرة الرابضة في أعماق الأرض تناديك تتحرق شوقاً إلى سحق عظامك وصحيفتك السوداء تنتظرك ثُب إلى رشدك تُب قبل أن تُغرغر فسكرات الموت والله شديدة وحساب الله عسير



يا هذا تذكر أن دعوة المظلوم لا تُرد .. لذا لن ادعو عليك .. بل سأدعو الله لك أن يهديك أن يوقظ ضميرك النائمأن يكف عنك وسوسة الشيطان أن يكفيك شر نفسك الأمارة بالسوءتذكر أن الشهر الكريم على الأبواب وهي فرصتك كي تحاسب نفسك وتتوب وعن نفسي : سامحتك أدعو الله أن يسامحنا ويغفر لنا جميعا ً


فاتن محمود



السبت، 26 يوليو 2008

لحظة انكسار


يرحل القمر ..تخبو النجمات .. تذبل الياسمينات .. ينفض عنك كل الأصدقاء .. تتساقط القلوب حولك تساقط أوراق شجر الخريف تذروها رياح غدر وخيانة .. جريح يلملم شتات نفسه .. أشلاء قلب ينزف .. وباقة ورود ثكلى أزكت دمائك حمرتها .. تقبل عليك ذكريات الألم كقطعان السحاب سابحة في فضاءات عقلك .. أماني كالسراب يجذبها نحو الأعمق موج الزيف الأسود .. أمل يغرب كفجر يتلاشى شيئاً فشيئاً في كؤوس الليل .. عين تغفو ودمع يسهد .. روح تحتضر في قلب ينبض .. جسد يحيا .. الكل يشهد بحياتك .. أنت فقط الشاهد على موتك ..
و أنت ..
تبقى أنت ..
أول من يسطر شهادة وفاته ..
إنها لحظة انكسار
فاتــــن محمـــود

الخميس، 17 يوليو 2008

رسالة من العالم الآخر







أنا شخص انتهت حياته

يراسلكم من العالم الآخر

وحيد بلا أنيس

إلا من صحيفة أعمال يندى لها الجبين

لأنها ملوثة بكلمات خطتها يدي

يوم كنت حيا ً أرزق

أتقلب بين المنتديات

أُهين هذا

وأسخر من هذا

أجادل جدلاً عقيماً لا طائل من ورائه

اُظهر عكس ما أُضمر

والأدهى والأمرتوقيع فاضح يذيل مشاركاتي

يأكل ما في صحيفتي من حسنات

ويزيدها سيئات

كلما مرّ به إنسان

مت أنا ولم تمت كلماتي

فهي لازالت تُقرأ

أكلني التراب وتوقيعي باق

لا زال يُرى

يا الله

ندمت حيث لا ينفع الندم

فات الأوان

من يمح كلماتي ؟

من يحذف توقيعي ؟

من يخفف عني عذاباتي ؟

من أين لي برسول يبلغكم رسالاتي ؟

كم أحسدكم لأنكم مازلتم أحياء

بيدكم حرية القرار

باستطاعتكم ألا تضيق عليكم قبوركم

ألا تلعنكم لحودكم

سارعوا من الآن

بطلب حذف كل كلمة تكره رؤيتها في قبرك

استبدل توقيعك بآخر تجني منه الحسنات

كلما وقعت عليه عين إنسان

اجعل توقيعك يسبح بحمد الله

يكبره .. يستغفره ..يستكثر من حمده

يُصلي على خير الأنام

فوالله الذي نفسي بيده

لا قبل لنا بضمة القبر ولا بنار جهنم

أعيذكم بالله ونفسي من شرور أنفسنا

ومن ذنوب تظل تسعى تزيد من سيئاتنا

حتى ونحن موتى

ــــــــــــــــ


إخوتي في الله تخيلت حالنا بعد الممات فكتبت ما كتبت لأذكر نفسي واذكركم بأن العمر قصير ينتهي في لحظة .. فلنسارع إلى التوبة عن ما اقترفنا من آثام قبل أن تبتلع الأرض أجسادنا وتختلط بالتراب عظامنا فنصبح نسياً منسياًنسأل الله العفو والعافية


فاتن محمود

قالوا مات أبي






ماااااااااات أبــــــــى

يا لهف قلبى عليك يا أبى

كنت اظن ان عبارة رحمه الله

لايزال بينى وبينها امد بعيد

ما كنت أعرف انها تختبىء لى خلف أيام معدودات

تتحين فرصة عجزى أمام سطوة المرض

لتخطف قطعة من قلبى

بل تخطف قلبى

كله تنتزعه من أوردته وشرايينه

ليحتل الحزن مجرى الدم منهما

مااااااااااات ابـــــــى

وتركنى كغصن مهترىء فى شجرة لا جذور لها

أتدركون معنى ان تُقتلع جذورك ؟

وان تصبح بلا عمق

بلا ماضى

أن يصبح وجودى كجملة اعتراضية

فى دفاتر الوجود

ممنوعة من الفرح

أى فرح ؟

وكل مساحات الفرح كانت القواعد لقبر أبى

ها هى كلماتك لازالت تتردد داخلى

حينما ربتت يدك الهزيلة ساعدى

أذكر كل كلمة

كل حرف

قلت لى : كونى قوية .. شامخة

ومن أين لى القوة؟

وفراقك أورثنى انكسارا لن تربأ صدعه الأيام ما حييت

فراقك تركنى كالسماء قائمة بلا عمد

سماء لن تعرف لليلها نهارا

سماء بلا قمر

بلا نجم تهتدى به

يلفها السواد إلى يوم موعدى معك

يوم تقوم الساعة

رحمك الله يا من كنت النور لقلبى تضيئه

والآن صارت ذكراك نار تحرقه


فاتن محمود

الليلة أريد أن أبكي


الليلة غريبة أنا عن أشيائي
عن أوراقي
عن قلمي
ومرآتي
تطالعني أخرى بلا ملامح
تدعي أنها أنا
ولكني لست أنا
من أنا ؟؟؟
الليلة أريد ان أحزن
وأوقظ الشجن النائم في أعماقي
أن أثور وأتمرد على ذاتي
بلا رحمة
أن أمزق كل أقنعتي
وأحطم شرنقتي
أن أبكي
حتى ينضب دمعي
أن أراقص الألم فوق حطام جرحي
ليدور بي الحزن ويحلق بعيدا
وعند قمة كبريائي
يتركني لأسقط في هوة سحيقة
تسكت النبض في قلبي
عل عقلي يفيق
كيف تروض قلبك ؟
وتقتص الزائد من دقاته
قبل أن يقتفي أثر المجهول
في زمن يعشق إعادة نفسه
فآثار ما فات
لم تزل ندية باقية على رمال
ما هو آتِ
فاتن محمود


الضوء الشارد






ليس أروع من الضوء تتهافت عليه الفراشات الرقيقة برغم أنها بعد أن تتماهى بين أمواجه ستحترق وتنتهي حياتها .. تراها هل كانت على علم بمصيرها وقبلت أن تدفع حياتها مقابل لحظة .. أم أنها تناست كل شئ وشردت مع بريق الضوء ؟؟


أحببت الضوء حتى أنني ما أستطعت مقاومته كتلك الفراشات وشردت خلفه إينما وُجد يجمعني وإياه خيط أثيري يتخطى بروحي حدود الجسد والعالم المادي الجاف لأصبح كالضوء شاردة في فضاءات لانهائية من الخير والحق والجمال ..